تخطط حكومة المملكة المتحدة لإحداث ثورة في التكنولوجيا من خلال استثمار 225 مليون جنيه إسترليني في بناء Isambard-AI، أسرع حاسوب عملاق في البلاد وأحد أقوى 10 أجهزة في العالم. يهدف هذا المشروع إلى تسريع الأبحاث في مجالات الصحة، الطاقة النظيفة، وتحسين الخدمات العامة، مما يضع المملكة المتحدة في مصاف الدول الرائدة في الذكاء الاصطناعي.

بدأ الحاسوب العملاق Isambard-AI بالفعل في تقديم خدماته البحثية، حيث يساهم في تطوير لقاحات وأدوية لأمراض مثل الزهايمر والخرف، مع تحسين تشخيص بعض أنواع السرطان. يتمتع هذا الجهاز بقدرة فريدة على محاكاة تفاعلات الأدوية داخل الجسم على المستوى الجزيئي، مما يوفر الوقت والمال. يمكنه اختبار ملايين الأدوية افتراضيًا، وهو ما يعجز العلماء عن تحقيقه بالتقنيات التقليدية، ما يتيح إنقاذ ملايين الأرواح من خلال اكتشافات طبية غير مسبوقة.

إلى جانب الصحة، يساعد الحاسوب العملاق الحكومة البريطانية في تحسين الخدمات العامة، مثل تحديد الأعطال في البنية التحتية عبر شبكة المراقبة. كما يساهم في تقليل المهام الإدارية على موظفي الحكومة، مما يمنحهم المزيد من الوقت للتركيز على خدمة المواطنين.

على الرغم من كفاءة تصميم Isambard-AI في استهلاك الطاقة، فإنه يولد كميات كبيرة من الحرارة المهدرة. تسعى المنشأة المسؤولة عن المشروع إلى إعادة استخدام هذه الحرارة لتلبية احتياجات التدفئة للمنازل والشركات القريبة، في خطوة تهدف إلى تحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي والاستدامة البيئية.

تموّل حكومة المملكة المتحدة المشروع، ما يضمن نشر نتائجه بشكل علني، على عكس المشروعات الخاصة. وتستهدف الحكومة تعزيز النمو الاقتصادي عبر استثمار الذكاء الاصطناعي في خلق فرص عمل جديدة ودعم مشاريع مبتكرة، مما يعزز مكانتها العالمية في هذا المجال.

يمثل Isambard-AI نقطة تحول كبرى، حيث يعزز قدرات المملكة المتحدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي. ومن المتوقع أن تساهم هذه المبادرة في تحسين جودة الحياة وتسريع عجلة الابتكار، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر تقدمًا واستدامة.