كانت ألمانيا خالية من مرض الحمى القلاعية منذ عام 1988، ولكن في يناير/ كانون الثاني 2025 تم اكتشاف الفيروس في قطيع من الجاموس المائي في ولاية براندنبورغ. أسفر التفشي عن نفوق ثلاث حيوانات، فيما تم إعدام بقية القطيع. كما فرضت كوريا الجنوبية حظرًا على استيراد لحم الخنزير من ألمانيا. وفي 19 يناير 2025، حذر وزير الزراعة الألماني من أن الوضع قد لا يعود إلى طبيعته بسرعة، رغم أن المرض انجصر على براندنبورغ فقط.

ما يجب معرفته عن الحمى القلاعية

الحمى القلاعية (FMD) هي مرض فيروسي معدي يصيب الحيوانات مثل الخنازير والأبقار والأغنام والماعز والجاموس والغزلان، وقد يؤثر أيضًا على الجمال والزرافات. تظهر الحيوانات المصابة بثور مملوءة بالسوائل على الفم والأقدام والأثداء، وعندما تنفجر هذه البثور، ينتشر الفيروس إلى الحيوانات الأخرى. ينقل الفيروس عبر التنفس والبراز والحليب واللعاب، ويمكن أن ينتقل أيضًا عن طريق الأشياء الملوثة مثل مركبات نقل الحيوانات والملابس.

غالبًا ما يتم الخلط بين الحمى القلاعية (FMD) ومرض اليدين والقدمين والفم (HFMD) نظرًا لتشابه الأعراض بينهما. ومع ذلك، فإن مرض اليدين والقدمين والفم يؤثر بشكل رئيسي على الأطفال، في حين أن الحمى القلاعية تصيب الحيوانات فقط. ويؤكد معهد روبرت كوخ في ألمانيا أن المرضين مختلفان تمامًا.

كيف يؤثر مرض الحمى القلاعية على الإنسان والحيوان؟

بعد فترة حضانة تتراوح بين يومين إلى سبعة أيام، تظهر الأبقار الحلوب أسوأ الأعراض، مثل ارتفاع درجة الحرارة، الخمول وفقدان الشهية. ورغم أن معظم الإصابات ليست مميتة، كما يوضح معهد فريدريش لوفلر المختص في صحة الحيوانات، فإن الحيوانات قد تظل مريضة لفترة طويلة وتنتج حليبًا أقل. أما الأبقار الصغيرة، فقد يتسبب الفيروس في تلف عضلة القلب.

على الرغم من أن مرض الحمى القلاعية قد يكون مميتًا لبعض الحيوانات، إلا أن إصابات البشر عادة ما تكون خفيفة، حيث تظهر الأعراض في شكل حمى خفيفة وبثور حول الفم وأصابع اليدين والقدمين، والتي تلتئم خلال أيام قليلة.

نادراً ما يصاب البشر بالعدوى نتيجة ملامسة الحيوانات، لذا لا يُعتبر المرض معديًا بين الحيوانات والبشر. حتى الآن، لا توجد حالات معروفة لانتقال العدوى عبر الطعام أو الشراب، أو من شخص لآخر. مع ذلك، ينصح بالحذر عند تناول الحليب الخام أو غير المبستر، ولحم الخنزير المجمد، ولحم البقر المملح، لأن الفيروس يمكن أن يبقى معديًا في هذه المنتجات لعدة أشهر. كما أن الحليب الخام قد ينقل أمراضًا معدية أخرى، مثل إنفلونزا الطيور.

ما مدى انتشار مرض؟

الحمى القلاعية تنتشر في مناطق عديدة حول العالم، وخاصة في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، ويشكل استيراد الطعام غير القانوني من هذه المناطق خطرًا كبيرًا على أوروبا، وفقًا لمعهد فريدريش لوفلر. كما يُمنع إطعام الحيوانات ببقايا الطعام البشري.

في عام 2001، أدى تجاهل هذا الحظر إلى تفشي المرض في المملكة المتحدة، مما أسفر عن إعدام 6 ملايين حيوان. وكان آخر تفشي في الاتحاد الأوروبي في بلغاريا عام 2011.