شهد منتجع كارتالكايا للتزلج شمال غرب تركيا كارثة مأساوية بعد اندلاع حريق هائل بفندق "غراند كارتال" الفخم، ما أدى إلى مقتل 76 شخصاً، بينهم عائلات وأطفال، وإصابة العشرات. الحريق اندلع في الساعة الثالثة فجراً يوم الثلاثاء في الفندق المكون من 12 طابقاً، والذي كان مكتظاً بنزلائه في ذروة موسم التزلج.

ووصف شهود وناجون لحظات الهلع التي عاشوها أثناء محاولتهم الهرب من النيران. قال أحد الناجين، أتاكان يلكوفان، إنه اضطر للفرار من الطابق الثالث مع زوجته عبر النوافذ باستخدام ملاءات الأسرة كحبال. وأضاف أن العديد من النزلاء لم يتمكنوا من الهرب بسبب الدخان الكثيف.

وأعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا ارتفاع عدد الضحايا إلى 76، بينما لا يزال 34 مصاباً يتلقون العلاج، بينهم حالة حرجة في العناية المركزة. من بين القتلى، صحفي من صحيفة "سوزجو" اليومية وعائلته.

وتشير التقارير الأولية إلى أن الحريق بدأ في مطعم الفندق وانتشر بسرعة بسبب استخدام كسوة خشبية في البناء. رغم أن الفندق اجتاز فحص الحرائق العام الماضي، أفاد ناجون بغياب إنذارات الحريق وعدم وجود مخارج طوارئ واضحة، ما فاقم من حجم الكارثة.

واعتقلت السلطات أربعة أشخاص بينهم صاحب الفندق، فيما تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بمحاسبة المسؤولين عن الحادث وأعلن الحداد الوطني.

وأعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن تضامنها مع تركيا في هذه المأساة، مشيدةً بشجاعة فرق الإنقاذ التي واجهت ظروفاً صعبة لإنقاذ الأرواح.

ووقع الحريق خلال عطلة الشتاء في تركيا، مما زاد من حجم النزلاء المتواجدين في الفندق. الحادث سلط الضوء على أهمية تطبيق معايير السلامة الصارمة في المنشآت السياحية لتجنب مثل هذه الكوارث مستقبلاً.