علم الجهل وهندسة التجهيل

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
علم الجهل وهندسة التجهيل, اليوم السبت 18 يناير 2025 02:23 مساءً

موضوع الساعة

علم الجهل وهندسة التجهيل :
……………………………….

هل هناك علم أسمه علم الجهل والتجهيل، مثلما يوجد علم اسمه الفيزياء أو ما شابه؟ وكيف للعلم أن يكون مُجهلاً؟

هناك مؤسساتٍ، تابعة لحكومات دولٍ عُظْمَى، ومنها حكومة الولايات المتحدة، متخصصة في هندسة الجهل وصناعته وتغليفه بأرقى الأشكال، ثم تسويقه على نطاقٍ واسع. فمن هم مستهلكو سلعة الجهل؟

إنهم ثلاث فئات في كل مجتمع:

1- فقراء المجتمع:

وجلهم من الأقليات الاجتماعية والدينية، وفقراء المناطق النائية وفقراء الريف، وعمال المزارع، وما شابه هذه التصنيفات… لكن الحقيقة الصادمة والمفزعة هي عندما نجد فئات من معلمي المدارس وأساتذة الجامعات تصنف ضمن الفئة المستهدفة من هذه السلعة الملعونة….

2- المتطرفون الدينيون:

وهم المستسلمون للقدر الذي يظنون أنه لا يتغير، وعلى عاتقهم تقع مسؤولية تجهيل أكبر عدد ممكن من الناس الذين لديهم ميول دينية…

3- أغلب فئة التكنوقراط:

وهم في الأغلب وعلى وجه الخصوص الذين يعملون في حكومات الدول الفقيرة، وبالتحديد فئة التكنوقراط (الفنيين) الذين يقدمون النصح والمشورة لمتخذي القرارات في دولهم، فيتم تدريب هؤلاء على تمرير الجهل وتبريره تحت مسمى النظرية والعلم والإمكانيات والموارد، ويأتي في مقدمتهم المعنيون بالشأن السياسي والاقتصادي، وتنحصر مهامهم في بث روح اليأس في نفس صاحب القرار من إمكانية الإصلاح وممارسة الكذب والكذب ثم الكذب على عامة الناس، وترسيخ الأكاذيب في أذهان العامة على أنها حقائق لابد أن يدافعوا عنها.

ومن أخطر ما تقوم به مؤسسات صناعة وتسويق الجهل هو بث العداوة بين الأشقاء، وقد بدأ ذلك منذ بداية القرن العشرين عندما انعقد مؤتمر هنري كامبل بنرمان Henry Campbell Bannerman في لندن الذي دام شهرا كاملا، وقد تم فيه رسم السياسة المتعلقة بتدمير المنطقة العربية، قبيل انهيار الدولة العثمانية… حيث قال ريتشارد هاندين وهو أحد الوزراء المؤتمرين: “علينا أن نجعل من هذه البلاد (العربية) شعوبا متناحرة “.

وعندما ندقق النظر في عمق الأوضاع السائدة في الدول العربية حاليا نستطيع أن نؤكد مصداقية هذا العلم (علم الجهل والتجهيل) وهندسته وصناعته، وآثاره المدمرة…

منقول

شارك الخبر:

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق