نشر في الشروق يوم 15 - 01 - 2025

أكّد رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، بعد ظهر الثلاثاء، لدى استقباله وزير القوات المسلّحة السنغالي، بيرام ديوب، بصفته مبعوثا خاصا محمّلا برسالة خطية موجهة إلى رئيس الدولة من قبل رئيس جمهورية السينغال باسيرو ديوماي فاي، استعداد تونس الدائم للتعاون مع أشقائها الأفارقة وانفتاحها على كلّ ما من شأنه أن يساعد على مزيد تطوير آليات التعاون القائمة بما يحقق مستقبلا أفضل للأجيال الحالية والقادمة.
وشدّد خلال المقابلة، التي جرت بقصر قرطاج، على أنّ تونس التي تعتز باستمرار بانتمائها الإفريقي، تؤمن بأنّ إفريقيا للأفارقة وبأنّ الوقت قد حان لاعتماد مقاربة جديدة ومبتكرة لتنهض بنسق التعاون والاندماج بين دول القارة، بما يساعد على تحقيق طموحات شعوب القارة وتطلعاتها إلى مزيد التطور والنمو والازدهار وذلك بالتعويل بالأساس على إمكانياتها الذاتية وقدرات أبنائها وعلى مؤسسات التمويل الإفريقية.
وأكد أن القارة الإفريقية تعج بكل أنواع الثروات وآن الأوان أن تستفيد منها شعوبها في المقام الأوّل بعد ما عانته طوال قرون من حروب ومجاعات وتهجير واتجار بالبشر مشدّدا على ضرورة تجاوز دول القارة آلام الماضي لبناء مستقبل أكثر إشراقا لشعوبها من خلال العمل الدؤوب للحدّ من الفوارق التنموية الهائلة في العالم وانخراطها في النضال لبناء نظام إنساني جديد أكثر عدلا وإنصافا.
وأشاد رئيس الدولة بمستوى التعاون القائم بين تونس والسنغال منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية سنة 1961، في مختلف المجالات معبرا عن تطلعه لمزيد تطوير هذه العلاقات في المستقبل بفضل ما يتوفر عليه البلدان من إمكانيات بشرية وموارد طبيعية من شأنها أن تساهم في مزيد الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين وتحقيق التكامل المنشود على المستوى الثنائي أو في إطار مؤسسات الاتحاد الإفريقي وخاصة منها المؤسسات المالية لدفع عجلة التنمية في القارة الإفريقية.
ودعا سعيد إلى الأخذ بزمام المبادرة لتغيير واقع القارة الإفريقية نحو الأفضل رغم جسامة التحديات المشتركة التي تواجهها دول القارة في شتى المجالات بما في ذلك الصحة والتعليم والنقل، فضلا عن التحديات ذات العلاقة بالإرهاب والهجرة غير النظامية والتغيرات المناخية حتى يعيش الأفارقة في أوطانهم مستقرين آمنين محفوظي كل الحقوق.
من ناحيته، صرح الوزير السينغالي، عقب اللقاء، بأنه جرى التأكيد على ضرورة التعويل على قدرات القارة الإفريقية في مواجهة التحديات والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة، وذلك عبر مؤسسات إفريقية قوية وناجعة قادرة على مكافحة الفقر وتحقيق التنمية المستدامة وتوفير أفضل الظروف للتكفل بالحاجيات الأساسية للشعوب الإفريقية.
وأضاف الضيف أن الرئيس قيس سعيد أبرز خلال اللقاء متانة العلاقات بين البلدين وعبر عن التطلع إلى مزيد دعمها وتنويعها.
وأشار إلى أن رئيس الجمهورية أكد له أن البلدين يواجهان تحديات مشتركة تتعلق أساسا بالإرهاب والهجرة غير النظامية ونتائج التغيرات المناخية، مضيفا أنه على تونس والسينغال الاستفادة من الفرص المتاحة في مجالات مختلفة، على غرار السياحة والتعليم والصحة.
الأخبار

.