نورهان، امرأة تبلغ من العمر 45 عامًا، وقفت أمام محكمة الأسرة لتروي تفاصيل حياتها المأساوية التي استمرت 25 عامًا مع زوج مدمن على المخدرات، لتنتهي رحلتها معه بالخسارة المطلقة لكل شيء تقريبًا، بما في ذلك استقرارها النفسي وحقها في حياة كريمة لها ولأطفالها الستة.

زواج طويل مليء بالمعاناة

بدأت نورهان حياتها الزوجية بمحاولة بناء أسرة مستقرة، وأنجبت خلال زواجها خمس بنات وولدًا. لكن حياتها مع زوجها كانت مليئة بالمشقة، خاصة بعدما وقع في إدمان المواد المخدرة الخطيرة كـ"الشادو" و"الشابو" و"الأيس"، ما جعله غائبًا عن الوعي وغير مدرك لأفعاله، بحسب قولها.

مشكلات صحية وإهمال تام

نورهان عانت من مشكلات صحية خطيرة، منها استئصال ورم خبيث من الرحم وإجراء عملية في الدماغ. ورغم احتياجها للدعم والمساندة، لم يكترث زوجها بحالتها الصحية ولم يبدِ أي اهتمام، بل كان كل همه هو الحصول على المال لشراء المخدرات.

تهديد حياة الأسرة

أشارت نورهان إلى حادثة مأساوية هزت حياتها عندما رفع زوجها سكينًا على ابنهما خلال مشادة كلامية بسبب الإدمان. أكدت أن تأثير الإدمان جعله غير واعٍ لما يفعل، ويتوهم أمورًا ليست حقيقية، ما أدى إلى وضع حياة أولادها في خطر دائم. استغاثت بالجيران لإنقاذ ابنها ومنع وقوع كارثة، وقررت بعدها مغادرة المنزل مع أطفالها لحمايتهم.

رفض الإنفاق والانفصال التام

زوج نورهان لم يكتفِ بالإهمال والتعنيف، بل أخبرها بوضوح أنه غير مستعد للإنفاق على الأسرة، وعرض عليها الاستمرار في العيش معه بدون مال. كما صدمها بقوله إنه مستعد لبيع أولاده للحصول على المال. هذه المواقف دفعتها إلى تركه والانتقال إلى منزل بالإيجار مع أولادها بحثًا عن الأمان والاستقرار.

إهمال التعليم والمستقبل الاجتماعي

أعربت نورهان عن قلقها بشأن مستقبل أولادها، خاصة بناتها، في ظل وصمة العار التي قد تلاحقهن بسبب إدمان والدهن، وأوضحت أن أبناءها يحاولون بناء مستقبلهم رغم الصعوبات؛ حيث يدرس أحدهم في كلية الهندسة، والثانية في تجارة إنجليزية، والثالثة في آداب لغة، بينما يواصل الباقون تعليمهم.

الطلاق والنفقة

بعد أن وصلت الأمور إلى طريق مسدود، قررت نورهان رفع دعوى خلع للتخلص من هذا الزواج الذي دمر حياتها. ورغم خسارتها لكل شيء تقريبًا بعد 25 عامًا من الزواج، بما في ذلك حقها في المنزل والأمان المادي، فإنها تنوي رفع دعوى نفقة لضمان حقوق أولادها وتأمين احتياجاتهم الأساسية.

استمرار النضال

نورهان أكدت أن قرارها بالابتعاد عن زوجها كان من أجل حماية أطفالها ومنحهم فرصة لحياة أكثر استقرارًا بعيدًا عن الخطر والإهمال. ورغم معاناتها، فإنها تأمل أن تتمكن من تأمين مستقبل أفضل لهم بعيدًا عن هذا العبء الثقيل.