إسرائيل تستعد لحظر"الأونروا" الشهر الجارى

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إسرائيل تستعد لحظر"الأونروا" الشهر الجارى, اليوم الخميس 9 يناير 2025 03:33 مساءً

ومن المقرر أن يدخل التشريع، الذي أقره الكنيست الإسرائيلي بأغلبية شبه كاملة. أكتوبر الماضي، حيز التنفيذ في وقت لاحق من  شهريناير الجاري، وقد يجبر هذا التشريع الإسرائيلي "الأونروا" علي تفكيك الوكالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي بنيت علي مدي أجيال لخدمة عدد متزايد من اللاجئين وذريتهم.

واتخذت إسرائيل بالفعل خطوات كبيرة لعرقلة عمليات "الأونروا" في غزة، إذ زعمت العام الماضي أن 19 من أصل 13 ألف موظف في الوكالة شاركوا في هجمات 7 أكتوبر 2023، علي المستوطنات، ووجد تحقيق داخلي للأمم المتحدة، أغسطس 2024، أن 9 من المتهمين قد يكونوا متورطين، وأن الاحتلال لم يقدم أي أدلة علي الحالات الأخري.

ولكن جيش الاحتلال فرض قيودًا علي تسليم المساعدات، وألحق الضرر أو دمر مئات المباني التابعة للوكالة في الغارات الجوية الكثيفة علي القطاع، والآن، هناك مخاوف من أن الوكالة قد تُصاب بالشلل، بسبب حملة قمع مماثلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، إذ توفر الوكالة معًا فرص العمل والتعليم والرعاية الصحية وخدمات الصرف الصحي لأكثر من 900 ألف لاجئ مسجل.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. أنه بينما اعتمدت مجتمعات بأكملها علي الأونروا لأجيال، يقول المسئولون الفلسطينيون إنه حتي لو تمكنوا من سد الثغرات التي خلفتها الوكالة، فإن تفكيكها قد يحرم اللاجئين من وضعهم القانوني، الذي يتضمن الحق في العودة إلي ديارهم.

ونقلت الصحيفة عن ثائر جلود، الذي يشرف علي عمليات الأونروا في وسط الضفة الغربية، "إنه كابوس"، وتشمل المنطقة "مخيم قلنديا" للاجئين الذي يقطنه أكثر من 16 ألف فلسطيني، ويدير جلود نحو 1100 موظف، بما في ذلك المعلمون والأطباء وعمال النظافة وجامعو القمامة، الذين يخشون أن يصبحوا عاطلين عن العمل قريبًا، كما يتلقي مكالمات من أولياء أمور قلقين يتساءلون عما إذا كانوا سيظلون قادرين علي إرسال أطفالهم إلي المدرسة.

وتأسست "الأونروا" عام 1949 لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، الذين تعرضوا للطرد من ديارهم من قبل العصابات الصهيونية، وفي عام 1967، عندما استولي جيش الاحتلال علي القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة، دخلت الوكالة في اتفاق مع حكومة الاحتلال لتقديم الخدمات للاجئين في الأراضي المحتلة.

لكن المسئولين الإسرائيليين انتقدوا "الأونروا" وعملها لسنوات، زاعمين أن الوكالة تغذي المشاعر المعادية لإسرائيل بين اللاجئين الفلسطينيين من خلال تشجيع حقهم في العودة، وحتي قبل الاتهامات بشأن هجمات السابع من أكتوبر، أدانت الحكومة الإسرائيلية "الأونروا" لاختراقها من قبل عملاء حماس في غزة، وهي التهمة التي تنفيها الوكالة.

قالت جولييت توما، مديرة الاتصالات في الوكالة، إن إسرائيل لم تبلغ الأونروا بكيفية تأثير هذه القوانين علي عملياتها.

وأضافت أن من بين المخاوف الرئيسية حظر تواصل المسؤولين الإسرائيليين مع موظفي الأونروا، وهو ما قد يعيق تدفق الإمدادات وإصدار التأشيرات وسلامة الموظفين.

أوضحت "توما" أنه في غزة يجب تنسيق جميع عمليات تسليم المساعدات مع جيش الاحتلال، وعدم تعارضها معه، قالت: "نحن لا نذهب إلا عندما يعطونا الضوء الأخضر"، مشيرة إلي أنه إذا تم حظر التنسيق فسيكون من المستحيل ضمان سلامة الموظفين.

أشار سام روز، الذي يتولي إدارة شؤون الأونروا في غزة، إلي أن التنسيق مع جيش الاحتلال طوال الحرب لم يضمن سلامة الموظفين، وتقول الوكالة إن أكثر من 260 موظفًا من موظفيها لقوا حتفهم في القصف الإسرائيلي علي غزة، وكثيرون منهم في أثناء وجودهم بمنازلهم أو في ملاجئ النازحين مع عائلاتهم.

ويترك التشريع الإسرائيلي ضد الأونروا، مخيمات اللاجئين في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين في حالة من عدم اليقين، وتنفق الأونروا 60 مليون دولار شهريًا علي الرواتب وتكاليف التشغيل في جميع أنحاء المنطقة، التي تشمل أيضًا الأردن وسوريا ولبنان، وتعتمد بشكل أساسي علي مساهمات المانحين.

وفي أعقاب الاتهامات الإسرائيلية، أعلنت دول مثل بريطانيا وكندا واليابان والولايات المتحدة أنها ستعلق تمويلها للوكالة، ومنذ ذلك الحين، استأنفت جميع الدول دعمها، مشيرة إلي الأزمة الإنسانية في غزة، باستثناء الولايات المتحدة، أكبر مانح للأونروا.

أعلنت السويد، التي تبرعت بنحو 40 مليون دولار للوكالة، ديسمبر 2024، أنها ستوقف التمويل ردًا علي الحظر الإسرائيلي، وهي الخطوة التي فاجأت مسئولي الأونروا في الضفة الغربية المحتلة.

وانتقدت وزارة الخارجية السويدية التشريع الإسرائيلي في بيان لواشنطن بوست، لكنها قالت إنها تعمل علي تحويل الأموال "لضمان وصول الدعم السويدي إلي المحتاجين بأكثر الطرق فعالية وممكنة".

وقالت هنادي أبو طاقة، رئيسة عمل الوكالة في شمال الضفة الغربية المحتلة، إن نقص الأموال أجبرنا بالفعل علي تنفيذ بعض تدابير التقشف، فليس لديها ميزانية تقريبًا لاستبدال الموظفين الذين يستقيلون أو يتقاعدون، ولديها أموال محدودة لإصلاح المركبات أو المعدات.

قال ناصر شرايعة، المدير التنفيذي لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية لشؤون اللاجئين في الضفة الغربية المحتلة، إن استبدال الأونروا من شأنه أن يبطل وضع الفلسطينيين كلاجئين: "إذا وافقنا كفلسطينيين علي أن نكون الحل البديل لغياب الأونروا، فإننا نعترف بأننا ننكر حقنا في العودة".

وبالنسبة للعديد من الإسرائيليين، فإن هذا الشعور هو السبب الرئيسي الذي يجعل من الضروري حظر الوكالة، وتقول إينات ويلف، عضوة الكنيست السابقة التي كتبت وتحدثت علي نطاق واسع ضد الأونروا: "توفر الوكالة الوقود والدعم للرؤية الفلسطينية التي تقضي بعدم وجود دولة يهودية، وأنهم سيحققون هذا الهدف في يوم من الأيام".

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

أخبار ذات صلة

0 تعليق