تركيا وإسرائيل وجهاً لوجه في سوريا.. صراع النفوذ والحدود الجغرافية المفصلية

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تركيا وإسرائيل وجهاً لوجه في سوريا.. صراع النفوذ والحدود الجغرافية المفصلية, اليوم الخميس 9 يناير 2025 03:35 صباحاً

تدخل سوريا مرة أخرى في دائرة الضوء الإقليمي مع تزايد التوترات الدولية والتغيرات المتسارعة في خريطة التحالفات. ومع اشتداد الصراع بين الأطراف الإقليمية، تبرز تركيا وإسرائيل كلاعبين رئيسيين يتنافسان على النفوذ والسيطرة على الجغرافيا السورية المفصلية. هذا الصراع لا يتعلق فقط بالأمن والسياسة، بل يمتد ليشمل التجارة والطاقة وحتى إعادة تشكيل خريطة المنطقة.

تركيا: بين الأمن القومي والطموحات الاقتصادية

أمن الحدود أولاً: من الأكراد إلى إسرائيل

لطالما كانت سوريا ضمن دائرة الاهتمام الاستراتيجي لتركيا، ليس فقط لاعتبارات جغرافية، بل أيضاً لأسباب تاريخية وأمنية. ترى تركيا أن حدودها الجنوبية مع سوريا تشكل خطاً أحمر يجب تأمينه من أي تهديد محتمل، خاصة من الأكراد الذين تسعى أنقرة إلى تقويض طموحاتهم في إنشاء دولة مستقلة.

في السياق نفسه، بدأ يظهر على الساحة بعد جديد يتمثل في التنافس مع إسرائيل، التي يرى الأتراك أنها تتوسع تدريجياً على حدود لبنان وسوريا. هذا التوسع الإسرائيلي لا يشكل تهديداً مباشراً لتركيا فحسب، بل أيضاً يضع إسرائيل على تماس مباشر مع الأكراد، وهو ما تعتبره أنقرة تهديداً مزدوجاً لأمنها القومي.

الاقتصاد والتجارة: أهمية سوريا للمصالح التركية

تعد سوريا بوابة تركيا نحو العالم العربي، سواء من خلال التجارة البرية أو مشاريع الطاقة. تشكل مدينة حلب، على سبيل المثال، محور اهتمام تركي نظراً لأهميتها الاقتصادية والتجارية. بالإضافة إلى ذلك، تسعى أنقرة إلى تعزيز نفوذها في البحر المتوسط عبر تأمين وجود استراتيجي على السواحل السورية، ما يمنحها قوة تفاوضية أكبر في صراع الغاز المتوسطي.

إسرائيل: من تأمين الحدود إلى طموحات التوسع

تضع إسرائيل أمنها القومي في مقدمة أولوياتها في سوريا. مع سيطرتها على الجولان، تعمل إسرائيل على تعزيز وجودها في مناطق استراتيجية مثل جبل الشيخ، الذي يمنحها نقاط مراقبة تمتد إلى قلب دمشق. تهدف هذه التحركات إلى فرض ضغط مباشر على أي حكومة سورية مستقبلية وضمان تفوق عسكري دائم في المنطقة.

إلى جانب البعد الأمني، تسعى إسرائيل إلى تحقيق مكاسب اقتصادية واستراتيجية. السيطرة على منابع المياه مثل نهر الأردن وحوض اليرموك تعطي إسرائيل نفوذاً إضافياً في المنطقة، إلى جانب محاولاتها تعزيز وجودها في مناطق غنية بالموارد الطبيعية. هذا الطموح لا يهدف فقط إلى تحقيق مكاسب مباشرة، بل أيضاً إلى استخدام هذه الموارد كأداة للضغط السياسي.

صراع النفوذ: مواجهة غير مباشرة بين أنقرة وتل أبيب

بينما تعمل تركيا على تعزيز دعمها لقوات المعارضة السورية، تنشط إسرائيل في شن غارات جوية ضد مواقع تعتبرها تهديداً مباشراً، مثل المنشآت العسكرية التابعة لإيران وحزب الله. هذا التنافس يعكس رغبة كل طرف في فرض قواعد جديدة للعبة الجيوسياسية في سوريا، في ظل غياب واضح لدور إيران المباشر.

الإدارة السورية الجديدة: تحديات وفرص

في ظل هذه التوترات، تجد الإدارة السورية الجديدة نفسها أمام تحديات معقدة. سيكون عليها تحقيق توازن دقيق بين مصالح القوى الإقليمية والدولية، دون المساس بالسيادة الوطنية. من المتوقع أن تضطر دمشق إلى الدخول في تحالفات استراتيجية تضمن لها الاستقلالية في اتخاذ القرار، مع الاستفادة من الموقع الجغرافي لسوريا كأداة قوة بدلاً من عبء سياسي.

مع استمرار التنافس بين تركيا وإسرائيل على النفوذ في سوريا، يبقى السؤال الأهم: كيف ستؤثر هذه الصراعات على مستقبل المنطقة؟ وهل ستتمكن الإدارة السورية الجديدة من الاستفادة من هذا التنافس لتعزيز موقعها أم ستجد نفسها محاصرة بين أطماع القوى الكبرى؟

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق