في اليوم الثاني من سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، لا تزال غزة تعيش أجواء الصدمة مع استمرار جهود البحث عن آلاف الضحايا تحت الأنقاض. أعلن الدفاع المدني الفلسطيني في تصريحات صحفية، أن طواقمه تعمل على انتشال جثامين أكثر من 10 آلاف قتيل مدفونين تحت ركام المنازل المدمرة. في الوقت نفسه، تم تسجيل أكثر من 97 ألف مصاب تم إنقاذهم من مواقع القصف.

الحرب التي أشعلت المنطقة

استمرت الحرب بين إسرائيل وحماس 15 شهرًا، لتُسفر عن دمار واسع النطاق في غزة وأدت إلى تصعيد كبير في منطقة الشرق الأوسط. وفقًا للإحصاءات، أدى هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 إلى مقتل 1200 شخص واقتياد نحو 250 رهينة إلى القطاع. ورد الجيش الإسرائيلي بحملة عسكرية واسعة تسببت في مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
 

اتفاق وقف إطلاق النار: بداية إعادة الإعمار

دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الأحد، وتضمن الإفراج عن دفعة أولى من الرهائن الذين تحتجزهم حماس، مقابل إطلاق سراح 90 فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية. مع ذلك، تحول الاهتمام الآن إلى إعادة بناء القطاع الساحلي المدمر، وهو تحدٍ هائل يتطلب مليارات الدولارات.

تحديات إعادة الإعمار: زمن طويل وتكاليف باهظة

أشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن إعادة بناء المنازل المدمرة في غزة قد تستغرق حتى عام 2040 على الأقل. التحديات لا تقتصر على الدمار المادي فقط؛ إذ يُعتقد أن الأنقاض ملوثة بمادة الأسبستوس، مما يزيد من المخاطر الصحية ويعقد عملية الإعمار. ويبدو أن القطاع سيحتاج إلى دعم دولي مكثف، ليس فقط لإعادة البناء، بل أيضًا لتوفير احتياجات السكان الأساسية.

أصوات من تحت الأنقاض

قال سكان غزة ومسعفون إن صدمة الدمار طالت الجميع، وأن شبح الحرب سيستمر في التأثير على الأجيال القادمة. ورغم تماسك اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كبير، إلا أن الأحداث المتفرقة تؤكد هشاشته.