كشفت وسائل إعلام أمريكية، أن الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، ترك رسالة في المكتب البيضاوي للرئيس المنتخب دونالد ترامب، قبل أن يتولي مهام رئاسة البلاد. 

بايدن يترك رسالة لترامب 

ورفض بايدن الكشف عن فحوي الرسالة عندما سأله صحفيين وقال: "هذا بيني وبين ترامب". 

وقال مصدر لشبكة CNN إن بايدن، قبل مغادرته البيت الأبيض للمرة الأخيرة اليوم، سيترك لترامب رسالة في المكتب البيضاوي .

ترامب، الذي رفض حضور حفل تنصيب بايدن في عام 2021، اتبع طقوس المرور الرئاسي بكتابة رسالة إلى بايدن.

ولم يتم الكشف عن محتويات رسالة ترامب علنًا، لكن بايدن الذي اعتبر المذكرة خاصة، قال إنها كانت "رسالة سخية للغاية".

وذكرت التقارير أن ترامب كان مهتمًا بالرسالة التي تركها له باراك أوباما عندما تولى منصبه لأول مرة في عام 2017. 

وقد بدا واضحا أن ترامب تأثر بهذه البادرة إلى درجة أنه اتصل بأوباما على الفور بعد قراءتها. ولكن أوباما كان على متن رحلة متجهة إلى كاليفورنيا ولم يتمكن الاثنان من الاتصال.

رسائل الرئاسية تقليد حديث بين زعماء البيت الأبيض 

الرسالة الرئاسية هي تقليد حديث نسبيًا، يعود تاريخه إلى الرئيس رونالد ريجان الذي ترك بعد أن خدم فترتين كرئيس مذكرة لتهنئة نائبه وخليفته جورج بوش الأب على توليه منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وذكرت صحيفة “ديلي ميل” جو بايدن، على غرار تقليد يعود إلى عهد رونالد ريجان، سيترك رسالة في المكتب البيضاوي لدونالد ترامب - تمامًا كما فعل الرئيس القادم له قبل أربع سنوات، ولكن لا يُعرف الكثير عن محتويات المذكرة "السخية" التي تركها ترامب - الذي رفض قبول هزيمته في انتخابات عام 2020 - لبايدن قبل أربع سنوات.

وأظهر بايدن المذكرة لبعض أعضاء طاقمه بعد تنصيبه في عام 2021 لكنه لم يسمح لأحد بقراءتها. 

ووصف آخرون مذكرة ترامب بأنها طويلة ومكتوبة بخط اليد، ويقال إن بايدن فوجئ بمدى لطف الرسالة في ظل العداء بين المتنافسين السياسيين .

وسيكون بايدن الآن أول رئيس يكتب رسالة رئاسية من نفس الشخص الذي تلقاها منه.

وأمضى بايدن يومه الأخير كرئي٢ في ولاية كارولينا الجنوبية، حيث حث الأميركيين على "الحفاظ على الإيمان بيوم أفضل قادم". 

وعشية تنصيب ترامب، ألقى بايدن كلمة وداع أخيرة من ولاية كارولينا الجنوبية - الولاية التي تحمل معنى خاصًا بعد فوزه الساحق في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لعام 2020 والتي مهدته لتحقيق هدف حياته المتمثل في انتخابه رئيسًا.

وقال بايدن يوم الأحد: "نحن نعلم أن النضال من أجل استعادة روح هذه الأمة صعب ومستمر. يجب أن نتمسك بالأمل. يجب أن نستمر في الانخراط. يجب أن نحافظ دائمًا على الإيمان بيوم أفضل قادم".

وبالحديث عن الرسائل الرئاسية، بدأ التقليد عندما ترك ريجان رسالة في درج المكتب البيضاوي لجورج بوش الأب، خليفته ونائب الرئيس لمدة ثماني سنوات.

ثم تم تعزيز هذا التقليد عندما سلم بوش الأب الرئاسة بعد فترة ولاية واحدة، بعد أن حرمه بيل كلينتون من فترة ولاية ثانية في انتخابات عام 1992.

استخدم بوش رسالته ليتمنى لكلينتون "السعادة الغامرة هنا" في البيت الأبيض. وحذر من الأوقات الصعبة التي ستزداد صعوبة بسبب الانتقادات التي سيعتبرها كلينتون غير عادلة، ونصح الرجل الذي هزمه "بألا يسمح للمنتقدين بإحباطه أو دفعه بعيدًا عن المسار".

وكتب بوش في رسالته: "نجاحك الآن هو نجاح لبلدنا. وأنا أشجعك بشدة".

كما ترك أوباما رسالة تهنئة لترامب. وأخبره أنهما محظوظان، وأن الزعامة الأميركية "لا غنى عنها حقا" في العالم، وأنهما "حارسان" للمؤسسات والتقاليد الديمقراطية، وأن الأسرة والأصدقاء سيرافقونه في "المواقف الصعبة التي لا مفر منها".

وكتب أوباما "لقد وضع الملايين آمالهم فيك، ويجب علينا جميعا، بغض النظر عن الحزب، أن نأمل في توسيع الرخاء والأمن خلال فترة ولايتك".