نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بالحسابات الاستراتيجية، حرب غزة من فاز ومن انهزم؟, اليوم الأحد 19 يناير 2025 12:13 صباحاً
نشر في باب نات يوم 18 - 01 - 2025
كريم السليتي (*)
غزة ستعود كما كانت وربما أفضل، ما هُدم سوف يُبنى ، ومن استشهد في سبيل الله سوف تنجب الحرائر من يُعوضه. المقاومة ستعود أقوى مما كانت خاصة بعد هذه التجربة الطويلة وفهم أساليب وخدع وألاعيب وخطط عدوها. مخلفات جيش العدو من الذخائر غير المتفجرة ستكون نواة بناء سلاح جديد ربما أكثر تطورًا وفتكًا.
في الخلفية، هناك غير بعيد في شمال الكيان الشرقي، انضاف لاعب جديد في المنطقة وهو أحمد الشرع الذي ورث ترسانة نظام بشار الأسد، والتي ستقوم تركيا بتأهيلها لتصبح تهديدا حقيقيًا للعدو. ليس هذا فحسب بل إن هذا الوافد الجديد متمرس في ممارسة الخداع الاستراتيجي وليس له انهزامية بشار الأسد وقبوله بالواقع، مما يشكل مصدر ازعاج قلق جديد للعدو، حيث كانت جبهة بشار هادئة وسهل التعامل معها.
في الجبهة اللبنانية حزب الله انتهى تقريبًا بعد الضربات القاسية والخسائر التي تكبدها، حيث أصبح لا يشكل تهديدا كبيرا للعدو.
لكن المصيبة ليست في كل هذا بالنسبة للعدو بل فيما هو قادم، وهو العدو الداخلي أو السوسة التي تنخر كلا من الجيش والمجتمع الاسرائيلي، انقسامات وعداوة غير مسبوقة ستتأجج في المستقبل القريب عندما يُلتفت إلى ما خلفته الحرب الطويلة من خسائر اقتصادية ومن أعداد غير قليلة من معاقي الجيش ومن المرضى النفسيين ومن الشركات المفلسة.
ليس هذا فقط، بل هناك أيضا تهالك عامل الردع الاستراتيجي حيث أصبحت الأجواء الإسرائيلية "ملطشة"، يقوم أي كان بارسال صاروخ أو مسيرة فيتوقف مطار بن غوريون وتتوقف الحياة الاقتصادية بسببه.
أيضا هناك عزلة دولية للكيان الغاصب ومقاطعة كبيرة وملاحقات قضائية لجنوده المجرمين وتراجع تصديق الرواية الإسرائيلية في الغرب والعالم ، مقابل حركة تضامن أكبر مع الشعب الفلسطيني.
اقتصاد اسرائيل لا يتحمل كل هذا الضغط، ومعنويات ونفسية مواطنيه معروفة ولن تتحمل أيضا كل هذا الضغط والخوف. وحتى الدعم الغربي الرسمي اللامشروط سيقل تدريجيًا اذا رأوا أن العبء أصبح أثقل من فائدة وجود الكيان نفسه.
يبدو أن العالم مقبل على تغييرات كبيرة وأشياء غير متوقعة ولم تخطر على بال.
من كان يتوقع أن تفر أمريكا والناتو من أفغانستان وتتركها كلها لحكم طالبان؟
من كان يتوع أن تسيطر هيئة تحرير الشام على سوريا بكل تلك السرعة وسط تصفيق العالم واحتفائه بسقوط نظام بشار الأسد؟
من كان يتوقع أن تنكفئ ايران وينهزم حزب الله اللبناني وينهار حلفها بهذه السهولة والسرعة؟
الأمر كله بيد الله.
* كاتب وباحث تونسي
تابعونا على ڤوڤل للأخبار
.
0 تعليق