أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم السبت، أن الحكومة الإسرائيلية صادقت رسميًا على اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة "حماس" في قطاع غزة. 

وجاءت هذه الخطوة عقب اجتماع للحكومة، حيث وافق 24 وزيرًا على الصفقة، بينما رفضها 8 وزراء، مما يعكس انقسامات داخلية بشأن الاتفاق.

وكان "الكابينت" الإسرائيلي، مجلس الوزراء الأمني المصغر، قد أعطى الضوء الأخضر للاتفاق في وقت سابق، ما مهّد الطريق أمام المصادقة النهائية من الحكومة. ويأتي ذلك وسط آمال دولية وإقليمية بأن يسهم الاتفاق في تهدئة الأوضاع في قطاع غزة بعد أشهر من التصعيد والمعاناة الإنسانية.

يتضمن الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية قطرية أمريكية مشتركة، مراحل لتنفيذ وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تبدأ اعتبارًا من يوم غدٍ الأحد الموافق 19 يناير. ومن المتوقع أن تشمل هذه المراحل الإفراج عن عدد من المحتجزين الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح إسرائيليين محتجزين لدى حركة "حماس".

وقد أثارت الصفقة ردود فعل متباينة داخل الأوساط السياسية في إسرائيل؛ حيث اعتبر البعض أنها خطوة ضرورية لإنهاء العنف وإعادة الجنود والمواطنين الإسرائيليين، بينما رأى آخرون أنها قد تُضعف موقف الحكومة في المستقبل وتمنح حركة "حماس" مكاسب سياسية.

من جانبه، دعا المجتمع الدولي إلى الالتزام الكامل ببنود الاتفاق، فيما أكدت مصر أهمية ضمان التنفيذ الدقيق للصفقة كخطوة تمهد الطريق لعملية إعادة إعمار غزة وتحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع، إلى جانب إحياء عملية السلام لتحقيق حل شامل ومستدام.

وأفادت وكالة "رويترز" أنه بموجب الاتفاق، الذي يبدأ يوم الأحد المقبل، سيتم وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع مع أول عملية تبادل لمحتجزين إسرائيليين مقابل سجناء فلسطينيين، ضمن سلسلة من العمليات. ويُتوقع أن يُفسح الاتفاق المجال لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهرًا في غزة.

اجتماع القاهرة

وفي وقت سابق، أكد مصدر مصري مطلع  انتهاء اجتماع القاهرة بشأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط أجواء إيجابية.

وأكد المصدر أنه تم الاتفاق على كل الترتيبات اللازمة لتنفيذ الاتفاق، بما في ذلك تشكيل غرفة عمليات مشتركة في القاهرة لمتابعة تنفيذ الإجراءات. وأشار المصدر إلى أن الغرفة تضم ممثلين عن مصر وفلسطين وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل، لضمان التنسيق الفعّال ومتابعة الالتزام ببنود الاتفاق.

والأربعاء الماضي، أعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، توصل طرفي النزاع في قطاع غزة إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين والعودة إلى الهدوء المستدام، بما يحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار بين الطرفين. ومن المتوقع أن يبدأ سريان الاتفاق بدءًا من يوم 19 يناير 2025.

وكانت الاجتماعات الفنية قد انطلقت، أمس الجمعة، لوضع آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بالعاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة أطقم مصرية وقطرية وأمريكية وإسرائيلية.

المرحلة الأولى من الاتفاق

ويبدأ تطبيق المرحلة الأولى، ومدتها 42 يومًا، من الأحد المقبل. وتشمل هذه المرحلة وقف إطلاق النار، وانسحاب وإعادة تموضع قوات الاحتلال الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وتبادل رفات المتوفين، وعودة النازحين داخليًا إلى أماكن سكنهم في قطاع غزة، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.

كما تتضمن المرحلة تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها بشكل آمن وفعال على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة، وفق بيان رسمي للوسطاء.