نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تونس/إيطاليا: تخصيص 400 مليون أورو في إطار التعاون الثنائي, اليوم الخميس 16 يناير 2025 09:56 مساءً
نشر في تونسكوب يوم 16 - 01 - 2025
في إطار زيارة العمل التي يؤديها إلى روما، ترأس السيّد محمد علي النّفطي، وزير الشّؤون الخارجيّة والهجرة والتّونسيّين بالخارج، اليوم 16 جانفي 2025، بمعيّة نظيره الإيطالي، السيّدAntonio Tajani، نائب رئيس مجلس الوزراء الإيطالي ووزير الشؤون الخارجيّة والتّعاون الدولي، جلسة عمل تباحث خلالها الطرفان واقع وآفاق علاقات الصداقة والتعاون التاريخية والمتميزة التي تجمع البلدين، في ضوء الاستعداد للاحتفال، سنة 2026، بمرور سبعين سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وأشاد الوزيران بهذه المناسبة بعمق الروابط التاريخية بين البلدين الصديقين والحركية الإيجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية في الآونة الأخيرة تجسيدا لإرادة قيادتي الدولتين وحرص الجانبين على مزيد تعزيزها في إطار المساواة والاحترام المتبادل استجابة لتطلعات الشعبين الصديقين. كما استعرضا بصفة مستفيضة مجالات التعاون الثرية والمتنوعة، لا سيما على المستوى السياسي والاقتصادي والمالي والأمني والثقافي والطاقي والتعاون في مجال الهجرة.
وأكّد الوزيران، في هذا الصدد، على أهمية الإعداد المحكم لكافة الاستحقاقات الثنائية المقبلة على غرار الاجتماع الثاني للمجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي التونسي الإيطالي والدورة الرابعة من المشاورات السياسية الثنائية. كما عبّرا عن ارتياحهما بخصوص تقدّم تنفيذ المشاريع المموّلة في إطار برامج التعاون المالي والتي تساهم في دعم المجهودات التنموية لبلادنا. كما تم التطرق إلى أهمية تعزيز علاقات الشراكة والتعاون الاقتصادي والاستثمار لا سيما في القطاعات الواعدة وذات القيمة المضافة العالية.
ومن ناحيته، أكد الوزير الايطالي عزم بلاده على معاضدة جهود التنمية الشاملة والمستديمة في تونس من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي ودعم الاستثمار ، موكدا عزمه في هذا الصدد على تنظيم منتدى اقتصادي لرجال الأعمال الايطاليين بتونس في غضون النصف الأول من سنة 2025.
كما تناول الجانبان بشكل بنّاء قضية الهجرة، مؤكدين على ضرورة اعتماد مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد للتصدي لظاهرة الهجرة غير النظامية، ترتكز على التنمية المتضامنة وعلى معالجة الأسباب الجذرية الكامنة وراء هذه الظاهرة إلى جانب مكافحة شبكات الإتجار بالبشر. وفي هذا الصدد، تم الاتفاق على وجه الخصوص، على دعم التعاون لتعزيز الهجرة المنظّمة والدائرية وتنويع مجالاتها، بناءً على اتفاقية التصرف في تدفقات الهجرة المبرمة بين البلدين سنة 2023، تعزيزا لهذه المقاربة الشاملة في مختلف أبعادها.
ونوّه السيد محمد علي النفطي، في هذا السياق، بدور الجالية التونسية المقيمة في إيطاليا باعتبارها عاملا للتقارب الثقافي والاجتماعي ومساهمتها بصفة ملموسة في خلق الثروة والديناميكية الاقتصادية في كل من بلد إقامتها وبلدها الأصلي. كما أشاد السيد الوزير بالحضور المكثف للطلبة التونسيين في مختلف الاختصاصات الاكاديمية في ايطاليا ودورهم الفاعل في تشكيل رابط انساني وحضاري وثيق بين البلدين، داعيا الجانب الايطالي إلى تسهيل ظروف إقامتها بالتراب الايطالي، إلى جانب ايجاد الحلول الكفيلة بالاعتراف بالشهائد العلمية المتحصل عليها في كلا البلدين ومعادلتها وإحداث لجان مشتركة للمصادقة عليها.
وعلى صعيد آخر، أكّد الجانبان على الالتزام الراسخ بتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين تونس والاتحاد الأوروبي وتطلع تونس وإيطاليا إلى تجسيم مقتضيات مذكرة التفاهم بشأن الشراكة الاستراتيجية والشاملة (تونس، 16 جويلية 2023) ومقاربتها متعددة الأبعاد، ودورها في تعزيز كافة جوانب التعاون والشراكة وفي توطيد الروابط التي تجمع تونس والاتحاد الأوروبي. وأعرب الجانبان، في هذا السياق، عن قناعتهما بأن نجاعة الحلول المقترحة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالاهتمام الذي يبديه الشريك الأوروبي لجواره الجنوبي وبالآليات والإمكانات الكفيلة بتنفيذ السياسات التي تستجيب إلى الطموحات المشتركة للبلدين.
كما تبادل الوزيران وجهات النظر بخصوص القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والتحديات الإقليمية التي تواجه البلدين. وفي هذا الصدد، جدد الوزير التأكيد على موقف تونس الثابت والمبدئي المؤيد لحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وذلك في ضوء بوادر اتفاق وقف اطلاق النار، حيث أعرب الوزير الايطالي عن تطلع بلاده إلى أن يؤدي هذا الاتفاق الى إحلال السلام الدائم والعادل بمنطقة الشرق الأوسط.
وتُوّجت جلسة العمل بالتوقيع على إعلان مشترك، تعهّدت بمقتضاه إيطاليا بتخصيص اعتماد مالي هام بقيمة 400 مليون أورو في إطار التعاون الثنائي من أجل التنمية للفترة 2025-2027، والذي سيتمّ توجيهه بالأساس لتمويل مشروع الشراكة الاستراتيجية للأمن الغذائي"TANIT"، فضلا عن التوقيع على اتفاق بشأن الاعتراف المتبادل برخص السياقة بغاية الاستبدال، واتفاق حول التعاون في مجال الانتقال الطاقي.
.
0 تعليق