نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المرتضى: للتصدي عبر السياسة والثقافة والقانون والسلاح لأي عدوان يلج حدودنا, اليوم الثلاثاء 7 يناير 2025 04:04 مساءً
لفت وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، خلال افتتاح "جناح نهاد السعيد للثقافة" في المتحف الوطني في بيروت، إلى "أنّنا آتون من وجع السنة الماضية إلى مطلعِ هذا العام الجديد، لكي نفتتحَ بناءً نُضيفُه إلى خزانةِ التاريخ الجليلِ الذي مرَّ من عندِنا، وترك بصماتِه وآثارَ خطاه على كل شاطئٍ ووادٍ وسهلٍ وجبل من أرضِ لبنان، وعلى كلِّ جيلٍ من أجيالِنا المتعاقبة. كأننا باستضافتِنا لآثارِه ههنا، نصِلُ الماضيَ بالحاضر والآتي، ونرفعُ أمام مشاهد الدمار القريبِ منّا والبعيد، هُتافَ أصواتِنا الهادرة: "يقتلون فنحيا... يهدمون فنبني". تلك إرادةُ الحياةِ في شعبٍ قارعَ صروفَ الدهر وأهوال العصور. ومشت في رَكْبِه الحضارة، قديمُها وأوسطُها وحديثُها، فإذا هو ملتقى الزمانِ وموئِلُ الثقافات، إن ضاق متحفٌ بتراثِه أضاف إلى جَنْبِه آخر، أو هُدِمَ له موضعٌ شيَّدَ مقاماً أعلى وأرحب".
اضاف: "كثيرةٌ هي الأسئلة التي ترتسمُ علاماتُ استفهامِها أمام أعين اللبنانيين في هذه الأيام. ذلكَ أن المعوّقاتِ الكبرى ما انفكّت تتراكمُ في خلايا حياتِنا الوطنية، وتُهْدِرُ العديد من فُرَصِ الخلاصِ والتنمية. وبغضِّ النظرِ عن القراءات المختلفة لمجريات الأحداث التي عبرت، والتفسيرات المتناقضة لأسبابِها ونتائجِها، ينبغي لنا أن نلجأ جميعُنا إلى قراءةٍ واحدةٍ تنتسبُ إلى المستقبل. ذلك يقتضي منا الإيمان بأننا في الحقيقة شعبٌ واحدٌ ولو تفرَّقَت بيننا بعضُ السبل، وأنّ التحديَ الأكبرَ أمامَنا هو أنْ نُحسِنَ إدارةَ التنوع الذي يميزُنا لنجسِّدَ فعلًا معنى لبنان. ذلك يبدأ بترميم الحياة الدستورية وإعادة انتظام خفقانِ الدمِ في أوردتِها عبر انتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية، في أسرعِ وقتٍ وأوسعِ توافقٍ ممكنين. إنّه البابُ الأوّلُ المفضي إلى إعادة تكوين السلطات، بغيةَ الشروعِ في عملية الإنقاذ. ويقينًا، إنّ قلوب اللبنانيين تشتعلُ فيها أمانٍ وطيدةُ الرجاء، بأن تحمل لنا جلسة التاسع من كانون الثاني، رئيسًا يملأ الفراغ ويبدأُ البناء. فهل تُرانا، أو هل تُراهم فاعلون؟".
واضاف: "ومن القضايا الأساسية التي يفرضُ علينا الواقعُ أن نقرأَها كلُّنا بلغةٍ واحدة، قضية إعادة الإعمار التي تستدعي المؤازرة من جميع الدول؛ وخصوصًا تلك التي منحت العدو الدعمَ الكامل في السياسة والأمن والاقتصاد والسلاح، خلال عدوانِه الهمجيّ على لبنان، وتدميره لكثيرٍ من مناطقه وقراه. تلك مسؤولية قانونية وأخلاقية يجبُ المطالبةُ بها من جهة، كما يجب من جهة أخرى تسهيلُ الإجراءات أمام كلِّ عطاءٍ من أيِّ دولةٍ شقيقة أو صديقة، يهدفُ إلى إعادة الإعمار".
وركّز على أنّ "أجلُّ القضايا التي على اللبنانيين أن يجتمعوا عليها، فهو واجبُهم الدائم أن يتلمّسوا مواضعَ اللقاءِ فيما بينهم، ويتحسَّسوا الأخطار التي قد ترد من الخارج،وتعيثُ فيهم شرذمةً وخلافات. ومثلما قلتُ سابقًا: "في الحرب المشؤومة سادت مقولة معروفة: "حرب الآخرين على أرضِنا". وإذا كنا نحن فعلًا من أوقد النار في وطننا، بانقساماتنا المعهودة، فمن حقّ جميع المواطنين الآن أن يطالبوا قياداتِهم السياسية بالتصدّي عبر السياسة والثقافة والقانون والسلاح، لأيّ عدوانٍ يلجُ حدودَنا، وفي الطليعة العدوان الإسرائيلي الذي لم يتوقف رغم تفاهم وقف الاعمال العدائية. من حقّ المواطنين أن يرتفعَ بين السياسيين صوتُ الوحدة الوطنية الذي يقدم سلامةَ لبنان ووحدةَ شعبه ومؤسساته وترابه، على كل امر آخر او قضية اخرى او هوًى انفصالي. من حقّ المواطنين أن يؤمن أهل السياسة بأن الشعب جسدٌ واحد إن قوي منه عضوٌ تشدّدت سائر الأعضاء، أو مرضَ منه عضوٌ تداعى له الجسدُ كله بالسهر والحمى".
واعتبر أنّ "التاريخ الذي نحتفل به اليوم يلزمُنا باحترامِ حياتِنا معًا. فلنكن على قدر المسؤولية الوطنية ولنعملْ من أجل السيادة الحقيقية والدولةِ الكاملةِ المواصفات".
0 تعليق