أقرّت أوساط العدو الاسرائيلي بالفشل العسكري في شمال قطاع غزة، بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على اجتياحها لهذه المنطقة وسط قصف جوي ومدفعي مستمر وعزل تام للمحافظة الشمالية عن مدينة غزة. في التفاصيل، فقد أعلنت قناة “14 العبرية”، أنه “بعد الفشل في التعامل مع بيت حانون سيتم خلال الأيام المقبلة إجراء تبديلات واسعة في القوات الإسرائيلية بمنطقة شمال القطاع بين المناطق المختلفة”.

تأتي هذه الاعترافات، في وقت أعلنت فيه وسائل إعلام عبرية، صباح اليوم الاثنين، مقتل وإصابة عدد من ضباط وجنود الاحتلال الإسرائيلي في ما أسمته “حدثاً صعباً” شمال القطاع. وأوردت منصات المستوطنين في حصيلة أولية، مقتل 3 جنود وإصابة 10 آخرين في انهيار مبنى في جنود من لواء ناحال شمال قطاع غزة. وذكرت أن المبنى انهار بعد تفجيره، مشيرة إلى أن مروحيات جيش الاحتلال تنفذ عمليات إخلاء إلى مستشفيات الكيان. وأكدت مصادر فلسطينية مشاهدة طائرات إخلاء للعدو من شمال القطاع.

والسبت الماضي، أقرّ جيش الاحتلال، بمقتل 4 ضباط وجنود للعدو في حين تحدثت منصات المستوطنين عن مقتل 7 جنود في المعارك مع المقاومة في شمال قطاع غزة.

هذا الصمود البطولي للمقاومة في الشمال، تزامن مع حديث عن “أجواء تفاؤلية” على صعيد المحادثات، إذ قال وزير خارجية الكيان غدعون ساعر اليوم إن “هناك تقدماً في المفاوضات بشأن اتفاق الرهائن ونعمل بشكل مكثف لإنجاز الصفقة قريباً”، حسب تعبيره.

لكن هذا التفاؤل الذي تحدث عنه ساعر، تزامن مع نقل “رويترز” عن مسؤول صهيوني قوله إن “”إسرائيل” لم تتلق من قطر مسودة مقترح لوقف إطلاق النار”، حسب زعمه، في حين سبق أن نقلت الوكالة نفسها عن مسؤول مطلع عن حدوث “انفراجة بالدوحة عقب محادثات ثلاثية بين قادة المخابرات الإسرائيلية ومبعوث ترامب ورئيس وزراء قطر بشأن غزة”.

وتابع المسؤول نفسه، كاشفاً عن “إرسال مسودة نهائية لوقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى إلى “إسرائيل” وحماس للموافقة عليها”، مضيفاً أن ” رئيس وزراء قطر التقى بحماس وويتكوف التقى بوفد إسرائيلي لدفع الجانبين نحو التوصل إلى اتفاق”، حسب “رويترز”.

من جهتها وفي السياق نفسه، قالت “القناة الـ12” العبرية إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب “مهتم بتوقيع اتفاق قبل تولي منصبه”. ونقلت القناة نفسها عن مصادر أنه “تقرر إرسال رئيس الموساد والشاباك لمفاوضات الدوحة بعد لقاء مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”، وأن “ترامب بدأ التدخل شخصياً في مسألة إطلاق سراح الرهائن خلال اليومين الأخيرين”.

وفي هذا الاطار، رأت المصادر أن “ترامب مهتم بتوقيع اتفاق في أقرب وقت ممكن قبل تولي منصبه”، مشيرة إلى أن “كبار أعضاء الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيس الموساد موجودون في قطر ويحاولون إنجاز المفاوضات”، لافتين إلى أنه “سيحاول الأميركيون والقطريون إطلاع الأطراف على بعض الأخبار اعتباراً من الخميس المقبل”.

لكن لا بد من الإشارة إلى أن هذا التفاؤل الحذر يأتي بعد مسار طويل عنوانه ممارسة سلطات العدو سياسة المراوغة والتعنت وعرقلة المحادثات في اللحظات الأخيرة من الحلقات التفاوضية. وهذا ما يؤكده قول “هيئة البث” الإسرائيلية إن ما أسمته “جهود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقناع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بدعم صفقة التبادل قد باءت بالفشل”.

يأتي ذلك بعد تصريحات أدلى بها سموتريتش قال فيها إن “صفقة التبادل التي تتبلور كارثة للأمن القومي الإسرائيلي”، وأكد أنه لن يكون جزءاً من “صفقة استسلام تشمل الإفراج عن كبار (الإرهابيين)، ووقف الحرب، وإهدار الإنجازات التي حققتها “إسرائيل””، حسب زعمه. هذا بالرغم عن صدور بيان عن مكتب نتنياهو أمس الأحد ذكر أن “رئيس الحكومة، تحدث الآن مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، وبحث رئيس معه التقدم في المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن (الإسرائيليين المحتجزين في القطاع)”، حسب تعبير البيان، الذي قال إن نتنياهو “أطلع بايدن على التفويض الذي منحه لوفد التفاوض إلى الدوحة، لتعزيز إطلاق سراح الرهائن”، حسب زعمه.

من جهته، والد أسير صهيوني لدى المقاومة في القطاع، أكد أن”نتنياهو يرتكب جرائم حرب بغزة و”إسرائيل””، حسبما نقلت عند “صحيفة معاريف” العبرية. وأضاف “استمرار الحرب العبثية في غزة لا يؤدي إلا إلى قتل مزيد من الجنود الإسرائيليين”، مشيراً إلى أنهم يقتلون “بسبب مصالح نتنياهو وهو المسؤول عن الإبادة وجرائم الحرب”.

تطورات العدوان

أما في سياق تطورات العدوان المستمر منذ 465 يوماً، فقد أعلنت وزارة الصحة في القطاع أن “الاحتلال ارتكب مجزرتين وصل منهما للمستشفيات 19 شهيدا و71 مصابا خلال 24 ساعة”، مشيرة إلى “ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى 46 ألفاً و584 شهيداً و109 آلاف و731 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023”.

من جهتها، أفادت مصادر طبية اليوم أن 26 فلسطينياً استشهدوا منذ فجر اليوم جراء غارات معادية استهدفت مناطق عدة في القطاع. في التفاصيل، استشهد فلسطينيان اثنان في قصف للعدو على منطقة الجوازات غربي مدينة غزة، كما استشهاد فلسطينيان اثنان بنيران زوارق حربية معادية استهدفت فلسطينيين غرب المدينة.

أما في جباليا البلد شمالي القطاع، فقد أصيب عددٌ من الفلسطينيين جراء قصف جوي، وارتقى شهيد وأصيب آخرون جرّاء قصف استهدف محيط مفترق ضبيط بشارع الجلاء غربي مدينة غزة.

واستشهد مواطن ايضاً جراء قصف من مسيرة معادية استهدفه على دراجة نارية صباح اليوم في مدينة حمد شمالي مدينة خان يونس جنوب القطاع. وأصيب 6 مواطنين منهم 3 أطفال وامرأتان، جراء قصف على نازحين داخل معمل رخام أبو الريش في أرض البراق غربي مدينة خان يونس.

هذا وقصفت طائرات الاحتلال سيارة شمال رفح، وهناك حديث عن سقوط 5 شهداء في المكان.

كذلك، استشهد 5 مواطنين وأصيب آخرون بجروح مختلفة نتيجة قصف الاحتلال مدرسة صلاح الدين، التي تؤوي نازحين غرب محافظة غزة. واستشهد 5 مواطنين وأصيب آخرون في غارة للاحتلال استهدفت منزلاً بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، ليل الأحد.

في الوقت نفسه، نسف جيش الاحتلال مباني سكنية في منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة. وقصفت زوارق الاحتلال الحربية منطقة “العزبة” في مواصي الساحلية غربي مدينة رفح.

وزير خارجية الدانمارك: هناك حاجة ملحة لوقف إطلاق النار بغزة

وأكد وزير الخارجية الدانماركي في مؤتمر صحفي مع نظيره الصهيوني أن “هناك حاجة ملحة لوقف إطلاق النار بغزة وآمل انتهاء محادثات الدوحة بنتيجة تغير المعادلة”. كما لفت إلى أنه “لا نرى أي بديل لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)”، وهي التي دأب الاحتلال على تصفيتها وتوقيف عملها في فلسطين المحتلة خلال الأشهر الأخيرة.

المصدر: مواقع إخبارية