في حادثة هزت الرأي العام الفرنسي، برز إسم شخص مغربي يدعى فؤاد ل، والبالغ من العمر 34 عاما، كالمشتبه الرئيسي في جريمة قتل مروعة راحت ضحيتها شابة في مقتبل العمر تبلغ 24 عاما تسمى باربرا، التي عثر عليها مقتولة داخل شقتها في مدينة أفينيون نهاية دجنبر الماضي، لتكشف تفاصيل الواقعة عن خيوط قصة معقدة قادت الأجهزة الأمنية إلى سجل حافل بالعنف والجريمة يمتد لسنوات.

ويواجه فؤاد الذي جرى توقيفه في العاصمة الهولندية أمستردام بعد إصدار مذكرة توقيف أوروبية بحقه، احتمال ترحيله إلى فرنسا حيث سيواجه العدالة، بعدما كشفت التحقيقات عن تاريخ ثقيل من الجرائم التي ارتكبها هذا الرجل الذي لم يكن غريبا على سجلات الشرطة الفرنسية، حيث تراكمت بحقه 17 إدانة قضائية شملت جرائم خطيرة تتنوع بين حيازة الأسلحة النارية بشكل غير قانوني، التهديد بالقتل، أعمال عنف مشددة، الخطف والاحتجاز تحت ظروف قاسية تنطوي على التعذيب والوحشية، إضافة إلى تورطه في الاتجار بالمخدرات.

وارتكب فؤاد سنة 2017 إحدى أبرز جرائمه حين أدانته المحكمة بالسجن لأربع سنوات مع شقيقه نبيل بعد تورطهما في طعن رجل إثر خلاف بسيط تطور من مجرد تبادل نظرات إلى اعتداء دموي، حيث لم يتردد فؤاد خلال المحاكمة في إطلاق تصريحات صادمة أكد فيها عنفه، قائلا: "إذا أيقظتم الشيطان بداخلي، ستجدونه"، وهي كلمات لم تكن مجرد تهديد بل تعبير عن نهج حياة مبني على العنف والتمرد.

وشهد شهر فبراير سنة 2023 آخر فصول هذا الملف الشائك حين صدر بحقه حكم بالسجن لمدة عامين بعد اعتدائه العنيف على شاب يبلغ من العمر 23 عاما، وعند مداهمة منزله خلال تلك القضية، اكتشفت الشرطة ترسانة من الأسلحة تضم بندقية رشاشة، وذخائر، وسترة واقية من الرصاص، إلى جانب مخدرات.

وتعتبر الجريمة الأخيرة التي يتابع فيها فؤاد بمثابة نقطة اللاعودة، حيث عثر على الضحية باربرا وقد تعرضت لاعتداء وحشي، إذ وجدت عارية من الجزء السفلي من جسدها مع آثار ضربات على وجهها وإصبع مخلوع، لتفتح النيابة العامة في أفينيون تحقيقا بتهمة القتل المصحوب بأفعال تعذيب ووحشية، وسط صدمة مجتمعية واسعة.

ولم يتوقف نشاط فؤاد الإجرامي بعد فراره من فرنسا، إذ تم توقيفه أولا بتهمة سرقة متجر في أمستردام قبل أن تكتشف السلطات الهولندية هويته وتحتجزه بانتظار مثوله أمام القضاء في 13 فبراير المقبل لتحديد مصيره بشأن تسليمه إلى فرنسا.