في ظل ارتفاع فواتير الكهرباء لشهري ديسمبر ويناير، كشفت مصادر مطلعة بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة عن الأسباب التي تقف وراء هذه الزيادة، والتي أثارت تساؤلات ملايين المواطنين.

الاستهلاك الشتوي وأجهزة التدفئة 

أوضحت المصادر لـ تحيا مصر، أن زيادة قيم فواتير الكهرباء خلال هذين الشهرين تعود بشكل رئيسي إلى ارتفاع معدلات استخدام أجهزة التدفئة الكهربائية وسخانات المياه، التي تعمل بكثافة في فصل الشتاء نتيجة للبرودة الشديدة، وهذه الأجهزة تستهلك كميات كبيرة من التيار الكهربائي، ما يؤدي إلى ارتفاع المؤشر العام للاستهلاك، وبالتالي زيادة ملحوظة في قيمة الفواتير.

الدعوة إلى ترشيد الاستهلاك 

وأكدت الوزارة أهمية ترشيد استهلاك الكهرباء خلال فصل الشتاء، مشيرة إلى أن الاستخدام غير المدروس لهذه الأجهزة قد يثقل كاهل الأسر ماليًا. 

وشددت المصادر على ضرورة اتباع أساليب الترشيد، مثل ضبط درجات الحرارة على مستويات معتدلة، واستخدام الأجهزة عند الحاجة فقط.

التأخر في السداد وغرامات إضافية 

من جانبها، حثت الشركة القابضة لكهرباء مصر المواطنين على ضرورة الالتزام بسداد الفواتير في مواعيدها لتجنب الغرامات. وأوضحت أن الغرامة المقررة تبلغ 7% من إجمالي الفاتورة في حال عدم السداد لمدة تتجاوز 30 يومًا من إصدار الفاتورة.

إجراءات حاسمة ضد المتأخرين 

وفي إطار الإجراءات المتخذة لضمان تحصيل المستحقات، أعلنت الشركة أنه في حال تكرار التأخر عن السداد، سيتم رفع العدادات التقليدية واستبدالها بعدادات مسبقة الدفع، وهذه الخطوة تهدف إلى الحد من التأخر وضمان التزام المشتركين بدفع مستحقاتهم.

نصائح لتخفيف الأعباء 

لمواجهة هذه الزيادة في الاستهلاك، دعت الوزارة المواطنين إلى اتباع إرشاداتها بخصوص ترشيد استخدام الأجهزة الكهربائية، وتجنب استخدامها لساعات طويلة دون ضرورة.
تأتي هذه التوصيات وسط جهود حكومية مستمرة لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة، وتوعية المواطنين بأهمية الإدارة الرشيدة للموارد الكهربائية، وتبقى النصيحة الأهم هي التوازن في الاستهلاك لتجنب المفاجآت غير السارة في فواتير الكهرباء الشهرية.

ختامًا، تأتي هذه التطورات في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة، وتوفير الخدمات بأعلى جودة ممكنة لجميع المواطنين. 

ومع ذلك، تظل المسؤولية مشتركة بين الحكومة والأفراد؛ حيث تلعب التوعية وترشيد الاستهلاك دورًا كبيرًا في تخفيف الأعباء المالية الناتجة عن ارتفاع الفواتير، خاصةً في فصل الشتاء الذي يشهد زيادة في استخدام الأجهزة الكهربائية. 

ومن الضروري أن يتفهم المواطنون أهمية الالتزام بسداد الفواتير في مواعيدها لتجنب الغرامات، فضلاً عن تفادي الإجراءات العقابية مثل استبدال العدادات التقليدية بعدادات مسبقة الدفع.

وفي ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه العديد من الأسر، يمكن لخطوات بسيطة، مثل تقليل استهلاك الأجهزة الكهربائية غير الضرورية، أن تحدث فرقًا كبيرًا في قيمة الفواتير الشهرية، كما تسعى الوزارة من خلال حملات التوعية وبرامجها المختلفة إلى دعم المواطنين وتوفير الإرشادات التي تساعدهم على استخدام الطاقة بكفاءة أكبر.

وفي النهاية، يبقى تحقيق التوازن بين الاحتياجات اليومية والمسؤولية في استخدام الموارد الكهربائية هو السبيل الأمثل للحد من الأعباء المالية، وضمان استمرار تقديم خدمات الكهرباء بشكل مستدام يلبي تطلعات الجميع، والترشيد ليس خيارًا بل ضرورة ملحة تساهم في بناء مستقبل أكثر استقرارًا ووعيًا في استهلاك الطاقة.