أعلنت الرئاسة اللبنانية، اليوم السبت، أن رئيس الجمهورية المنتخب، جوزيف عون، تلقى اتصالًا هاتفيًا من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي هنأه على انتخابه رئيسًا للجمهورية، ووجه له دعوة رسمية لزيارة المملكة العربية السعودية.

وأعرب الرئيس عون خلال الاتصال عن تقديره العميق للعلاقات التاريخية التي تربط لبنان والمملكة، مؤكدًا أن السعودية ستكون أول محطة له في جولاته الخارجية، وذلك تقديرًا للدور التاريخي الذي تلعبه المملكة في دعم لبنان وتعزيز استقراره.

انتخاب جوزيف عون رئيسًا جديدًا للبنان

انتُخب جوزيف عون رئيسًا جديدًا للبنان بعد جولة انتخابية ثانية أجراها البرلمان اللبناني يوم الخميس الماضي. حصل عون على 99 صوتًا من أصل 128 نائبًا، مما أهّله للفوز بالرئاسة بعد فشل الجولة الأولى التي تطلبت أغلبية الثلثين.

بهذا، يصبح جوزيف عون الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية، خلفًا للرئيس السابق ميشال عون، ليضع حدًا للفراغ الرئاسي الذي استمر منذ انتهاء ولاية ميشال عون في أكتوبر 2022.
 

أهمية الدعوة السعودية في المرحلة الحالية

تشير دعوة ولي العهد السعودي إلى حرص المملكة على تعزيز العلاقات الثنائية مع لبنان، خاصة في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تواجه البلاد. وجاءت الدعوة كإشارة على دعم المملكة للبنان واهتمامها باستقراره، وهو موقف يعكس العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين.

وأكد الرئيس جوزيف عون خلال الاتصال أنه سيعمل على تعزيز دور لبنان كجزء من محيطه العربي، مشددًا على أهمية التعاون مع المملكة في مختلف المجالات لتحقيق مصلحة البلدين.

الرئاسة اللبنانية بعد فراغ طويل

انتخاب جوزيف عون يمثل بداية جديدة للبنان بعد أكثر من عامين من الشغور الرئاسي الذي ألقى بظلاله على الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد. 

و تأمل الأوساط السياسية والشعبية أن يمثل انتخاب عون نقطة انطلاق نحو استقرار سياسي يمكن أن يمهد الطريق لإصلاحات اقتصادية ضرورية. ومع ذلك، تظل التحديات كبيرة، حيث يتعين على الرئيس الجديد العمل على معالجة الانقسامات الداخلية، وإعادة بناء الثقة مع المجتمع الدولي، وتأمين الدعم المالي لإعادة النهوض بالبلاد. زيارة السعودية المرتقبة قد تكون فرصة لتعزيز العلاقات العربية والدولية، ودفع جهود الدعم الاقتصادي والسياسي للبنان في هذه المرحلة الحساسة.