وداد العاقل شاعرة يمنية، نشأت في بيئة مليئة بالثقافة والفنون، ومنذ طفولتها كانت محاطة بالكتب والشعر؛ لذا فقد بدأت كتابة الشعر في سن الطفولة، ونُشِر أول ديوان لها عند سن الخامسة عشر.. وهي ترى، في إحدى قصائدها، أن زمن وداد العاقل الشاعرة قد حل، وتكشف إنها تواجه حرباً خفية تخشى انطلاقتها القوية. وترى أن الشعر صوت الإنسان لكل من يؤمن بالأمل في عالم مليء بالتحديات.. ومن أول قصيدة عكست روح الطفولة مروراً بطقوس متجددة تعيشها مع كل قصيدة جديدة تعتبرها هي البداية لها مع الشعر التي كانت بالأمس وهي اليوم وستكون غداً، تستمع خلاله إلى صوت قلبها الذي ينثر ورداً وربيعاً وشعراً بديعاً.. وتأخذنا في هذا الحوار الشيق مع «عكاظ» إلى تجربتها الشعرية التي مرت بالعديد من المراحل التي تطورت.. مروراً بآهات على جدار الصمت.. إلى رسائل الحب التي حملتها قصائدها المتلاحقة متعددة الأوجه والأفكار والتجارب وحتى «لماذا أنت؟». ولا يزال الكثير من الشعر والإبداع للشاعرة والأديبة اليمنية وداد العاقل في الطريق بعد أن قررت أن تفرج عن عددٍ ممَّا كان حبيس الأدراج.. فإلى الحوار:وداد العاقل الإنسانة والشاعرة• في البداية، من هي وداد العاقل الشاعرة والإنسانة؟•• أنا وداد العاقل، من مواليد اليمن، نشأت في بيئة مليئة بالثقافة والفنون. منذ طفولتي، كنت محاطة بالكتب والشعراء، ما جعلني أبدأ في كتابة الشعر في سن مبكرة. كانت لدقائق الهدوء التي قضيتها في القراءة والشعور بالعالم من حولي أثر كبير في تشكيل هويتي كإنسانة وكشاعرة.المدارس الشعرية• إلى إيٍّ من المدارس الشعرية تنتمي الشاعرة وداد؟•• أنتمي إلى المدرسة الشعرية الحديثة، إذ أستمد إلهامي من التجارب الإنسانية المعاصرة، وأعبر عن مشاعري وكشوفاتي بأسلوب يتناغم مع حرية التعبير. أعتقد أن كل شاعر يجب أن يبتكر أسلوبه الخاص، وهذا ما أحاول تحقيقه في كتاباتي.مصادر الإبداع• من إين جاء هذا الإبداع؟ وكيف وجدتِ نفسك شاعرة؟•• الإبداع ينبع من التجارب الشخصية والعواطف العميقة والقراءة، في رحلتي كشاعرة وجدت نفسي في الكتابة، إذ أصبحت الكتابة وسيلتي للتعبير عن مشاعري وأفكاري. أستمد إلهامي من التجارب الحياتية، والتفاعلات الإنسانية، والمعاناة اليومية.أقول الشعر للجميع• لمن تقولين الشعر البديع؟•• أقول شعري للجميع، لكل من يبحث عن الأمل في عالَم مليء بالتحديات. أؤمن بأن الشعر هو صوت الإنسان، وأريد أن أكون جزءاً من تلك الأصوات التي تعبّر عن أحلامنا وآلامنا.بدايتي مع الشعر• متى كانت بدايتك مع الشعر؟ وما المراحل التي مررتِ بها؟•• بدأت كتابة للشعر في مرحلة مبكرة من حياتي، إذ كنت أكتب قصائد بسيطة تعبّر عن مشاعري. مررت بمراحل كثيرة، من الكتابة الهامشية إلى النفاذ إلى عمق الشعر، مما ساعدني على تطوير أسلوب خاص بي. ولكن في قرارة نفسي كل قصيدة أكتبها هي بداية بالنسبة لي، فبدايتي مع الشعر كانت بالأمس، وهي اليوم، وستكون غداً بإذن الله.أول قصائدي• ما أول قصيدة لك؟ وما الطقوس التي تعيشينها مع ولادة كل قصيدة؟•• أول قصيدة كتبتها كانت تعكس مشاعر الطفولة والتجارب البسيطة. بالنسبة لي، كل قصيدة جديدة تحمل طقوساً خاصة، من تركيزي في اللحظة، إلى الاستماع لأصوات قلبي وتجربتي الحياتية.تأثيرات المهجر•الشاعرة وداد أنت تعيشين حالياً في المهجر.. هذا يجعلنا نسألك ما تأثيرات ذلك على كتابة الشعر لديك؟ وهل كانت قصائدك ستكون بكل هذه القوة فيما لو كنتِ تعيشين في اليمن؟•• العيش في المهجر أثّر بشكل كبير على كتابتي؛ إذ ازددت إدراكاً لتجارب الآخرين ومعاناتهم. وأظنّ أن شعري يحمل بصمة تلك التجارب وقد يكون أضعف لو لم أترك اليمن، لكنني أؤمن بأنه سينمو من أصولي، بغض النظر عن المكان.للحرب تأثير عميق• ما تأثيرات الحروب على الشاعر عموماً، وعليك خصوصاً؟•• الحروب لها تأثير عميق على الشاعر، فهي تعيد تشكيل الأفكار والمشاعر. بالنسبة لي، الحرب التي يعيشها اليمن تضيف بُعداً آخر لإبداعي، إذ أكتب عن الألم والأمل وعن المقاومة الإنسانية.ديواني الأول• ما الديوان الأول للشاعرة وداد العاقل؟•• ديواني الأول «آهات على جدار الصمت»، وقد نشرته وأنا لم أتجاوز الخامسة عشرة، نشرته ببساطةِ وأحلامِ وداد الطفلة المشغوفة بالشعر الولوعة بالكتب والثقافة.وبعدها انصرفت إلى الدراسة والبيت والأولاد والصحافة والعمل الإنساني، لكن الشعر الذي حاولت أن أهجره أمسك بي، وكان أوفى مني، فظلّ يلاحقني حتى أنصعتُ إليه، ونشرت ديواني الثاني «من أَنْتِ»، وقد ظلّ حبيس أدراجي، وهو رسالة حب متعددة الأوجه، موجهة لأفكار وتجارب شخصية، وليس لشخص واحد بعينه. هو تعبير عمَّا مضى من رحلتي الإنسانية، وما زال بأدراجي الكثير من القصائد التي كنت أنوي حبسها للأبد، لا أدري متى يُمطر علىّ الشعر ثانيةً وأصدرها في دواوين جديدة.مررت بمراحل وتجارب عديدة• ما التجارب والمراحل التي مررتِ بها في كتابة القصيدة؟•• مررت بتجارب عديدة في كتابة القصيدة؛ من الإلهام الفوري إلى الصياغة المتأنية والنقد الذاتي. كل تجربة تضيف لعمق أشعاري وتجعلني أكثر وعياً بالجمال المخبأ في الكلمات.الشعراء الذين تأثرت بهم• من هم الشعراء الذين تأثرتْ بهم وداد العاقل؟•• تأثرتُ بعددٍ من الشعراء، لكل منهم تأثير خاص على كتاباتي، خصوصاً في كيفية التعبير عن مشاعر الفقد والحنين، على رأسهم الشاعر الكبير نزار قباني، ومن المعاصرين الشاعر الكبير جاسم الصحيّح.المؤتمرات الثقافية• ما المؤتمرات الثقافية والأدبية التي شاركتِ بها؟•• لم أشارك في أي مؤتمر ثقافي لسببين: أولاً للبعد الجغرافي، وثانياً للحرب الخفية ضدي من أسماء معروفة تخاف من ظهوري.عصر وداد العاقل• هل نحن فعلاً أمام عصر وداد العاقل؟ من أين تستمدين كل هذه الثقة للإيمان بقدرتك أن تكوني شاعرة هذا الزمن كما يطلق عليك الكثيرون؟•• أنا أؤمن بأنني أستطيع تقديم صوتي الخاص في هذا الزمن، إذ يتطلب الشاعر من الذات قفزات من الثقة والإبداع والإيمان بذاتي هو أساس قوتي.المستقبل الفني• لمن المستقبل فنيّاً.. للسرد أم للشعر أم للصورة؟•• أرى المستقبل مفتوحاً لكل الفنون التي تستطيع أن تقدم شيئاً ما للإنسانية وتلامس الذوات، والشعر جزءٌ لا يتجزأ من تلك الفنون..• في الختام يهمنا سماع رأيك.. كيف تقيمين النهضة الثقافية والأدبية التي تشهدها المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة؟•• المملكة العربية السعودية -ولله الحمد- لا تخطو خطوات نحو النهضة الثقافية فقط، بل تقفز قفزات مذهلة، وتنافس نفسها، فهي الآن قبلة المثقفين والمبدعين والشعراء، وفي الثقافة شأنها شأن كل الأصعدة فالمملكة اليوم في مركز الصدارة ليس عربياً وحسب، بل شرق أوسطياً، أمّا بالنسبة للشعر فالتجربة السعودية من أثرى التجارب، وفي العقدين القادمين ستكون محط أنظار الدارسين والمهتمين، وعن نفسي أحبّ التجارب الشعرية السعودية وأفتخر بها.