الجزائر، بلد ضائع في زخم التحذيرات والقلق العالمي، تختفي وراء ستار من الصمت والتعتيم الذي يفرضه النظام على كل حادث أمني.
بينما يتنقل المواطنون في أنحاء العالم بحرية بين الدول، يظل السفر إلى الجزائر محاطا بجدار من التحذيرات التي ترفعها دول عظمى مثل فرنسا والولايات المتحدة، التي تُنذر رعاياها من المغامرة بزيارة هذا البلد.
تحذيرات يمكن القول عنها أنها صرخات دولية تنبئ بخطورة الوضع، وتؤكد أن الجزائر أصبحت أرضا غير آمنة، وتُخفي وراء مظاهرها السياسية والاقتصادية أزمة لا يستطيع النظام الجزائري تجاوزها.
في كل مرة تصدر هذه التحذيرات، يتأكد العالم أن الجزائر ليست كما يدّعي النظام، بل هي بلد لا يستطيع توفير الحد الأدنى من الأمان حتى لمواطنيه، فكيف للسائح أن يجد في أرضها ما يستحق العناء؟ اختطاف السائح الإسباني من جنوب الجزائر، ونقله إلى مالي على مرأى من العالم، كان حادثا جليا يكشف عن عجز واضح في التعامل مع التهديدات الأمنية.
السؤال الذي يطرج نفسه هنا، ما الذي يحدث في دولة تدّعي أن جيشها من أكبر الجيوش في المنطقة، ولا يتوانى عن تقديم نفسه كحامي الأمن الداخلي؟ لماذا يمر الإرهابيون عبر حدودها دون أن يكون هناك أي ردة فعل من السلطات، التي يبدو أن لديها قدرة غريبة على إغماض العين عن الأزمات الحقيقية؟
النظام الجزائري، الذي يفضل الصمت على المواجهة، لا يفعل شيئا سوى التنصل من المسؤولية. في الوقت الذي تُدرّب فيه الدول الأخرى قواتها الأمنية لتوفير الأمان للمواطنين والزوار، يكتفي النظام الجزائري بالتعتيم الإعلامي، وتغطية الحوادث بدلا من معالجتها. هذا الصمت المريب ليس إلا اعترافا بضعف النظام وعجزه عن مواجهة ما يهدد وجوده من الداخل والخارج.
في الجزائر، لا يوجد تفاعل حقيقي مع الأزمات، بل تعيش الدولة في فقاعة من الإنكار والعزلة التي تزداد اتساعا مع كل تحذير دولي.
كيف يمكن لبلد يعيش في هذا الواقع أن يراهن على مستقبل سياحي؟ كيف لمواطنين من دول أخرى أن يطمئنوا إلى السفر إلى أرضٍ لا يُعطى فيها أي اهتمام للأمن، ولا تُبذل فيها أي جهود حقيقية لتأمين الزوار؟ النظام الجزائري يثبت كل يوم أنه غير قادر على ضمان سلامة مواطنيه، فكيف يمكن أن يثق العالم في قدرة هذا النظام على تأمين زوار خارجيين؟ وبماذا يجيب النظام عندما تتوالى التحذيرات الدولية، ويبدو أن الجزائر تتحول إلى نقطة سوداء في سجل السياحة العالمية؟
الجزائر، بما تملكه من ثروات طبيعية وإمكانات غير مستغلة، تتحول إلى جثة هامدة في قطاع السياحة، لأن النظام الذي يسيطر عليها لا يملك الشجاعة لمواجهة الحقائق.