غرفة عمليات إخوانية تشن «عمليات نفسية» لإحباط الروح المعنوية للمصريين

غرفة عمليات إخوانية تشن «عمليات نفسية» لإحباط الروح المعنوية للمصريين

حذر العقيد حاتم صابر، خبير مقاومة الإرهاب الدولى وحرب المعلومات، من استغلال جماعة «الإخوان» الإرهابية أدواتها الإلكترونية، فى كل مناسبة، لتحقيق أهدافها الخبيثة، ومحاولة تأليب الرأى العام، مؤكدًا أن الفيصل فى مواجهة محاولات الجماعة يكمن فى وعى المصريين، الذين أثبتوا مرارًا وتكرارًا أنهم أكبر وأقوى من كل هذه المخططات الخبيثة. ونبه «صابر»، فى حواره مع «الدستور»، إلى تصاعد نشاط جماعة «الإخوان» مؤخرًا، نتيجة بعض التغيرات فى عدد من الدول، خاصة سوريا.■ بداية.. ما الدوافع الرئيسية وراء تصاعد الشائعات التى تروجها جماعة الإخوان ضد الدولة حاليًا؟- جماعة الإخوان الإرهابية تستهدف دائمًا المجتمع المصرى عبر إصدار الشائعات، وهذا ما يسمى بالعمليات النفسية التى تستهدف المجتمع المدنى، عبر إحباط الروح المعنوية، وتستخدم فيها مواقع التواصل الاجتماعى، وقد زادت الشائعات مع التطورات والمتغيرات على الساحة الداخلية والخارجية، وما يحدث فى المنطقة من إعادة ترتيب الأوراق فى عدد من الدول المجاورة.■ ما العلاقة بين ما حدث فى سوريا وتنامى نشاط الجماعة الإرهابية فى الفترة الأخيرة؟- فى سوريا هناك بعض الأبواق التى تطلق تصريحات تروج لفكرة الثورة المسلحة، واستخدمت الجماعة هذه التصريحات للتأثير على الرأى العام الداخلى أو محاولة إثارة البلبلة والفوضى، ومحاولة التأثير على الأمن القومى المصرى، ولكن هذه التصريحات افتقرت للمنطق وأدت فى النهاية إلى تحولها وانقلبت على رأس من أطلقها. ومطلق هذه التصريحات أراد أن يدغدغ مشاعر الجماعة وينشط عملها داخل المجتمع المصرى ولكنه حرض فى تصريحاته على قتل غير المسلمين، فأثار هذا الرأى العام ضده وأدى إلى فشل المنتج النفسى الموجه إلى المجتمع المصرى.■ لماذا تستخدم الجماعة وسائل التواصل الاجتماعى لنشر هذه الشائعات؟- تستخدم جماعة الإخوان تكتيكات لما يعرف بحرب المعلومات من خلال عمليات نفسية تستهدف المجتمع، وتم رصد نشاط لجماعة الإخوان عبر مواقع التواصل الاجتماعى لمحاولة إسقاط بعض المواقف السياسية فى الدول على الشأن المصرى، والتسلل من جديد بين المصريين، ولكن هذا مجرد أحلام لن تتحقق ولن يسمح المصريون مرة ثانية بوجود جماعة الإخوان نتيجة ما اقترفته من جرائم بشعة.■ ما الأهداف السياسية أو الاستراتيجية التى تسعى الجماعة لتحقيقها من خلال هذه الحملات المضللة؟- ليس بجديد عن جماعة الإخوان استخدام أدواتها الإلكترونية فى كل مناسبة بما يسهم فى تأليب الرأى العام لصالح أهدافها الشيطانية، لكن الفيصل فى النهاية هو وعى الشعب المصرى، فالشعب أكثر وعيًا من ذى قبل وأكثر قدرة على صد هذه الحملات النفسية بالوعى، وأعتقد أن هذه المساعى الشيطانية ستبوء بالفشل كالعادة.■ هل هناك سوابق تاريخية يشهد فيها للجماعة بتضليل الرأى العام؟- تواصل جماعة الإخوان مساعيها لتأليب الرأى العام ومحاولة العودة إلى المشهد السياسى، رغم إدراكها الكامل فشل تلك المحاولات بنسبة ١٠٠٪، ومع ذلك، تستمر فى تجريب أساليبها على أمل أن تجد صدى لدى بعض المغيبين من أبناء الشعب المصرى ذوى الوعى المحدود، ولكن من الواضح أن الشعب المصرى يتمتع بذكاء كافٍ لإدراك حقيقتها ورفض تلك المحاولات. ودائمًا ما تنتج جماعة الإخوان الإرهابية تكتيكات الحرب النفسية فى محاولة لتأليب الرأى العام، ويحدث هذا منذ أكثر من ١٠ سنوات عندما لفظها الشعب المصرى عبر ثورة شعبية جارفة.■ كيف يمكن للدولة أن تطور أدواتها لمواجهة حرب الشائعات والأكاذيب؟- لمواجهة العمليات النفسية أو الحروب النفسية بشكل فعال، يجب على الدولة أن تتحمل مسئولية كبرى لإجهاض الشائعات قبل انتشارها. ويتطلب ذلك استراتيجية ثلاثية الأبعاد، البُعد الأول: السبق ويتمثل فى أن تبادر الجهات المعنية بإبلاغ الرأى العام مسبقًا حول الأحداث والتطورات المتوقعة، ما يقلل من مساحة التكهنات والشائعات، والثانى: الإحباط، من خلال اتخاذ خطوات وقرارات فعالة تنزع تأثير الشائعة وتقلل من قوتها وانتشارها، والثالث: التفنيد وهو تفصيل الشائعة وتحليلها بشكل دقيق، ثم تقديم الحقائق التى تكشف عن زيفها، ما يساعد المواطنين على التمييز بين الحقيقة والأكاذيب. وبتطبيق هذه الآليات بشكل متكامل يصبح المواطن أكثر وعيًا وإدراكًا لما يحدث حوله، ما يعزز مناعته ضد التأثيرات السلبية للشائعات.■ ما دور الإعلام فى مواجهة الشائعات أيضًا؟- لا شك أن هناك قصورًا واضحًا فى دور الإعلام لمواجهة هذه الحروب النفسية، فينبغى على الإعلام فى مواجهة هذه الحملات الشيطانية أن يكون هدفه الأساسى هو تعزيز وعى المواطن، والذى يكمن فى توفير المعلومات الدقيقة والموثوقة بشكل سريع وفعال، كما يجب أن يكون الإعلام الوطنى مصدرًا أساسيًا للحقائق، وتكمن أهميته فى تقديم المحتوى الذى يسهم فى توعية الجمهور بالتحقق من الأخبار قبل تداولها. وعبر الشفافية والمصداقية يجب أن يتولى الإعلام كشف الحقائق وتعريف المواطنين بكيفية مواجهة التضليل. يجب أن يكون للإعلام دور فعال فى دعم التعليم الإعلامى، بحيث يتعلم المواطن كيفية فحص مصادر الأخبار والتأكد من صحتها قبل نشرها. بذلك، يمكن للإعلام أن يلعب دورًا أساسيًا فى بناء مجتمع أكثر وعيًا، وقادر على مقاومة التأثيرات السلبية التى قد تنتج عن انتشار الأكاذيب والشائعات.■ كيف يمكن للمواطن العادى التمييز بين الأخبار الحقيقية والشائعات التى تروجها الجماعة؟- يمكن للمواطن العادى التمييز بين الأخبار الحقيقية والشائعات باتباع عدة خطوات أساسية تعتمد على التفكير النقدى والتأكد من مصدر الخبر من المصادر الرسمية والموثوقة، مثل المواقع الإخبارية المعروفة أو البيانات الصادرة عن الجهات الحكومية، ما يساعد فى تجنب الوقوع فى فخ الشائعات.هل هناك تنسيق بين الجماعة وبعض الدول المعادية؟- جماعة الإخوان دائمًا ما تتلقى دعمًا من أجهزة استخبارات غربية مضادة للدولة المصرية وتمول كل مخططاتها. لكن كما قلت سابقًا أن، طوائف الشعب المصرى جميعها استجابت لإرادة إخراج هذه الجماعة من الحكم والحياة السياسية، بما يمثل حائط الصد الأول أمام كل هذه المحاولات.